التهابات الجهاز التنفسي العلوي من الأمراض الشائعة التي يتسبب في الإصابة بها مئات الأنواع من البكتيريا والفيروسات، والتي عادةً تظهر في صورة التهاب يُصيب: الأنف والجيوب الأنفية والبلعوم والحنجرة والقصبة الهوائية. 

يمكن السيطرة على الالتهاب في أجزاء الجهاز التنفسي العلوي كافة، عدا الجيوب الأنفية، والتي قد تتحول الإصابة بها إلى التهاب مزمن يتطلب الخضوع للجراحة للتخلص من الأعراض المُصاحبة له. 

لنتعرف في السطور التالية على ماهية الإصابة بالتهابات الجيوب الأنفية وأسبابها وكيفية علاج الجيوب الانفية بالوسائل الطبية المختلفة 

التهابات الجيوب الأنفية وأشهر أسبابها

التهاب الجيوب الأنفية مرض شائع يُصيب الكثيرين، وينتج عن انسداد فتحات الممرات الهوائية الصغيرة الممتدة بين العينين وخلف الجبهة والأنف وعظام الخد. 

عادةً ما ترتبط الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية بالإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي العلوي نتيجة الإصابة بالعدوى البكتيرية أو الفيروسية التي تؤدي إلى تراكم المخاط في تلك الممرات وانسدادها.

في حالات أخرى تعود الإصابة إلى مشكلات صحية مختلفة متعلقة بتشوهات خلقية أو الإصابة بأمراض أخرى.

عوامل تزيد من احتمالية التهاب الجيوب الأنفية

تظهر أعراض التهابات الجيوب الأنفية لمجموعة أخرى من الأسباب والعوامل والتي تتضمن ما يلي: 

أولًا: التشوهات الخلقية، وتشمل: 

  • انحراف الحاجز الأنفي 

ويعني تزحزح الأنسجة الفاصلة بين فتحتي الأنف عن مكانها الطبيعي تجاه واحدة من بينهما، والذي قد يتسبب في نقص كمية الهواء المتدفقة إلى الجسم، ما يُسبب صعوبات التنفس، إلى جانب الإصابة بأمراض الجيوب الأنفية المزمنة. 

  • زيادة نمو عظام الأنف

 يتسبب النمو الزائد لعظام الأنف في انسداد الممرات الهوائية (الجيوب الأنفية) الممتدة حول تلك العظام. 

ثانيًا: أمراض صحية، وتشمل: 

  • الإصابة بالأورام

 فكما تُحتمل الإصابة بالأورام الحميدة أو السرطانية في أي من أنسجة الجسم، يمكن أن تحدث الإصابة بها في الأنسجة المحيطة بالأنف أيضًا، الأمر الذي يتسبب في انسداد الممرات الهوائية الصغيرة الموجودة حولها. 

  • التليف الكيسي 

وهو أحد الاضطرابات الوراثية التي تتسبب في تلف أنسجة الرئتين والجهاز التنفسي العلوي، إذ يؤثر على الخلايا المُفرزة للمُخاط في الجسم، لتتحول من الحالة الشفافة متوسطة اللزوجة إلى أخرى أكثر سمكًا تُسد الممرات الهوائية والجيوب الأنفية. 

الأعراض المُصاحبة للإصابة بالتهابات الجيوب الأنفية 

تُصاحب الإصابة بأي من الأسباب السابقة ظهور مجموعة من الأعراض التي يمكن الاستدلال من خلالها على وجود مشكلة في الجيوب الأنفية، مثل: 

  • الصداع وآلام الرأس والوجه والأذن. 
  • خروج إفرازات سميكة متغيرة اللون من الأنف.
  • الشعور بالتعب والإرهاق نتيجة الشعور المستمر بالألم.
  • مشكلات التنفس الناتجة عن نقص تدفق الهواء والأكسجين إلى الجسم.
  • رائحة الفم الكريهة، والتي قد لا تزول بغسل الأسنان واستخدام غسول الفم.

تستمر الأعراض السابقة ومعاناة المرضى المُصابين بالالتهابات حتى تلقي العلاج المناسب من وسائل علاج الجيوب الانفية المختلفة.

وسائل علاج الجيوب الانفية 

تُصنف حالات الإصابة بالجيوب الأنفية إلى حالات أولية وحالات متقدمة. والحالات الأولية هي حالات الإصابة الطفيفة، ممن يمكن علاجهم بواسطة الأدوية، مثل: 

  • البخاخات الطبية التي تحتوي على مادة الكورتيكوستيرويد.
  • استخدام المحلول الملحي للتخلص من تراكم المخاط في الأنف. 
  • استخدام المُضادات الحيوية للتخلص من البكتيريا الموجودة داخل الجيوب الأنفية.

 وفئة أخرى من الحالات التي تعاني إصابة متقدمة، وهم من لا يمكن علاج الجيوب الانفية لديهم بالأدوية، ليُصبح التدخل الجراحي الحل الوحيد للعلاج. 

التدخل الجراحي لـ علاج الجيوب الانفيه

تُجرى عملية منظار الجيوب الأنفية بهدف تنظيف الجيوب الأنفية من المخاط المتراكم بها، أو إصلاح اعوجاج الحاجز الانفي، أو إزالة الأورام -إن كانت سببًا في الإصابة- وتجرى الجراحة على النحو التالي:

  • يتم تخدير المريض تخديرًا كليًا.
  •  يُدخل الجراح المنظار إلى الجيوب الأنفية عبر إحدى فتحتي الأنف.
  • يُزود المنظار بكاميرا صغيرة ترتبط بشاشة خارجية تمكّن الجراح من تحديد سبب الانسداد والتخلص منه.

لا تستغرق الجراحة فترة طويلة لإجرائها، كما تمتاز بقصر الفترة اللازمة للتعافي منها، إلى جانب فاعليتها في علاج الجيوب الانفية والتخلص من أعراضها خلال فترة وجيزة من الإجراء، لذا تُعد أفضل علاج للجيوب الانفية المتقدمة.

ما بعد عملية الجيوب الأنفية 

قد تمتاز جراحة الجيوب الأنفية بنسب نجاح مرتفعة، إلا أن ذلك لا ينفي ضرورة اتباع المريض بعض التعليمات بعد الإجراء حتى تُحقق الجراحة النتائج المرجوة منها في علاج الجيوب الانفية بنجاح، ومن بين تلك التعليمات: 

  • الالتزام بتناول الجرعات الدوائية الموصوفة من قبل الطبيب في المواعيد المحددة.
  • تجنب استنشاق المواد التي تُثير حاسة الشم وتتسبب في السعال أو الكحة لتجنب الضغط على مكان الجراحة.
  • مراجعة الطبيب في حال حدوث أمر غير مألوف، مثل: خروج إفرازات قيحية من الأنف، أو ارتفاع درجة حرارة الجسم، فقد تكون مُصابًا بالعدوى، لذا ننصحك بضرورة اللجوء إلى طبيب يوفر لمرضاه الرعاية الطبية اللازمة قبل وبعد الإجراء.

اتباع النصائح السابقة إلى جانب دور الطبيب في إجراء الجراحة بمهارة عالية يضمن لك أعلى نسبة نجاح للجراحة ويساعدك على تجاوز الأيام الأولى بعد عملية منظار الجيوب الأنفية بأمان دون مُضاعفات تؤثر على نتائجها بالسلب. 

ولضمان إجراء عملية منظار الجيوب الأنفية على الوجه الأمثل ننصحكم باللجوء إلى مركز الدكتور السمنودي، والذي يُعد من افضل دكتور انف واذن وحنجرة في مصر لما يضمّه من طاقم طبي متميز، وأجهزة حديثة تُسهم في إجراء الجراحات على نحو أفضل.