علاج صعوبة التنفس
يظل المريض المُصاب بانحراف الحاجز الأنفي تائهًا بين استخدام البخاخات العلاجية المؤقتة والاعتماد على جلسات البُخار غير المُجدية، حتى يشخصه الطبيب المختص ويخبره بضرورة الخضوع للجراحة.
ويُعَد التدخل الجراحي بمثابة الحل النهائي من أجل علاج صعوبة التنفس التي بات يُعاني المريض منها سنوات طوال دون تحسُن، فما طبيعة تلك الجراحة؟ وما الفحوصات والإرشادات التي تسبق العملية؟ دعونا نتعرف على ذلك معًا خلال هذا المقال.
فحوصات ما قبل عملية إصلاح الحاجز الأنفي المنحرف
ينبغي أن يخضع المرضى لبعض الفحوصات الهامة قبل عملية إصلاح الحاجز الأنفي المنحرف، تفادياً لحدوث مضاعفات في أثناء الجراحة، وضمانًا لعدم حدوث مُشكلات صحية خلال فترة النقاهة. من ضمن تلك الفحوصات ما يلي:
- عمل صورة دم كاملة (CBC) للتأكد من اعتدال العلامات الحيوية التي يُمكن أن تنخفض فجأةً في أثناء العملية، مثل: معدلات الهيموجلوبين.
- فحص (D-dimer -INR) والتي تُعرف بعوامل التجلط.
- وظائف الكلى والكبد.
- رسم قلب بالكهرباء (ECG).
- فحص الأجزاء الداخلية للأنف لتحديد حدة الاعوجاج وما إن كان مُصاحبًا للحميات تسد مجرى التنفس.
اقرا ايضا عن : علاج الكحه المزمنه
إرشادات الطبيب ما قبل العملية
يوصي الأطباء ببعض التعليمات التي ينبغي أن يلتزم بها المريض دون الالتفات لأي من إرشادات الأسرة والأصدقاء التي تكثر في ذلك الوقت من باب المُساعدة، إلا أنها قد تضر المريض وتؤثر في نتائج العملية لاحقًا. تتضمن تعليمات الطبيب ما يلي:
- الالتزام بالأطعمة الصحية والتوقف عن تناول السكريات.
- الإقلاع عن التدخين.
- عدم تناول أي علاجات دون الرجوع للطبيب.
- تفادي شرب الكافيين لأنه قد يزيد من معدل نبضات القلب.
بجانب تلك التعليمات ينبغي أن يحضر المريض إلى المستشفى أو المركز في الموعد المتفق عليه من قبل، لأن عملية إصلاح الحاجز الأنفي لا تتعدى مدة إجرائها 60 دقيقة، وبعدها يذهب الطبيب لإجراء العملية لحالات أُخرى في نفس المكان، لذلك ينبغي أن يلتزم المريض بموعده حتى تنتهي العملية ويعود إلى منزله بسلام.
خُطوات عملية إصلاح الحاجز الأنفي المنحرف
تُعد تلك العملية بمثابة الحل النهائي في علاج صعوبة التنفس خاصة بعد الخضوع إلى عدة علاجات لم توفر نتائج جيدة، وعلى الرغم من أن هُناك العديد من الظنون والشائعات مفادها صعوبة خطوات العملية ووجود مضاعفات بعدها، إلا أن الجراحة بسيطة وسهلة ولا تحتاج سوى طبيب ذي كفاءة على دراية كافية بدقة الإجراء.
تُجرى الجراحة كالتالي:
- تخدير المريض كلياً.
- إدخال منظار مُخصص لعمليات الأنف.
- فصل الغشاء المخاطي المحيط بالأنف عن باقي العظام والغضاريف واللحميات.
- صُنع شق جراحي صغير في الأنف.
- إزالة الغضاريف المتضخمة واللحميات التي تعيق تدفق الهواء، وتعديل الحاجز الأنفي المنحرف.
- وضع دعامة من السيليكون لدعم عظام الأنف.
بعد الانتهاء من خطوات العملية تبدأ إفاقة المريض ويظل في المستشفى بضع ساعات حتى تمام الاطمئنان على مؤشراته الحيوية وسير نتائج العملية على النحو المرغوب.
اقرا ايضا عن :علاج الجيوب الانفية
نصائح تُساعد على مرور فترة النقاهة بسلام
هناك بعض الإرشادات التي يُمليها الطبيب على مرضاه قبل الخروج من المستشفى لتسريع عملية الشفاء وعلاج صعوبة التنفس دون حدوث عواقب ما بعد الجراحة، تتضمن تلك النصائح ما يلي:
- تفادي إزالة الضمادة قبل الموعد المُحدد من قِبل الطبيب.
- الابتعاد عن مصادر الحرارة أو الدخان كالتعرض إلى الشمس أو الوقوف أمام موقد الطهي “البوتاجاز”.
- تناول مسكنات الألم حسب الجرعات المُحددة من قِبَل الطبيب عند الشعور بالألم.
- استعمال كمادات باردة إن شعر المريض بتورم الوجه.
- تجنب تعريض الجرح للمياه.
- تجنب تناول مميعات الدم مثل الأسبرين، لأنها قد تؤدي إلى حدوث نزيف.
- الاستمرار في اتباع حمية غذائية صحية كما كانت قبل العملية وتفادي تناول السكريات لأنها تؤخر من التئام الجروح.
- عدم العودة إلى التدخين حتى يسمح الطبيب.
علامات متوقع رؤيتها بعد الخضوع إلى العملية
من المتوقع أن يُلاحظ المريض بعض العلامات غير المُرغوبة مثل: تورم المنطقة حول العينين وانتفاخ الوجه وفقدان حاسة الشم. تلك العلامات لا تُشكل خطرًا وسريعًا ما تزول.
فقط إن لوحظ وجود إفرازات قيحية من الأنف أو نزيف مُستمر أو ارتفاع درجة حرارة الجسم، حينها ينبغي الاتصال بالطبيب وطلب المساعدة على الفور.
يشعر المريض بتحسن ملحوظ في كفاءة التنفس خلال بضعة أيام بعد العملية، ويحصل المريض على النتائج النهائية بعد زوال التورمات المُصاحبة للعملية وإزالة ضمادات الأنف.
انتهى مقالنا بعنوان “علاج صعوبة التنفس” الذي ناقشنا خلاله تقنية علاجية هامة يُجريها أطباء لإنهاء المُشكلات التنفسية واستعادة النمط التنفسي الصحيح من أجل حصول المرضى على جودة حياة أفضل.
اقرأ أيضا: درجات صعوبة التنفس لحديثي الولادة